أوثار الموسيقى المغربية

تعتبر الموسيقى إحدى أغنى مظاهر الثقافة المغربية. فالمغرب يمتلك مايفوق خمسة وعشرين نوعا موسيقيا، مما يعكس غنى وتنوع البلد. لكل منطقة، عربية كانت أم بربرية، ستجدون موسيقى مختلفة ذات تاريخ قديم وعريق.

في هذه المقالة، سنتطرق إلى خمسة أنواع من الموسيقى المغربية: الموسيقى الأندلسية، الموسيقى البربرية، الراي، الشعبي وكناوة.

أتت الموسيقى الأندسية، كما يشير إليه إسمها من الأندلس. لذلك، فإنها خليط راقي من الموسيقى العربية والإسبانية. يسمي المغاربة هذه الموسيقى بالآلة. وتعتبر الموسيقى الكلاسكية للمغرب خصوصا أن كلمات أغانيها هم في الغالب باللغة العربية الفصحى. أسست الموسيقى الأندلسية في القرن التاسع من طرف المغني الفاريسي المعروف زرياب. تستعمل الموسيقى الأندلسية آلات موسيقية متعددة من بينها الكمان والعود. في المغرب يرتدي عازفوا الموسيقى الأندلسية لباسهم التقليدي الجلابة وعلى رؤسهم الطربوش الأحمر. في الغالب يستمع المغاربة للموسيقى الأندلسية خلال الأعياد الدينية.

أما النوع الثاني وهو الموسيقى البربرية فهو يختلف بإختلافا المنطقة إذ أن هناك ثلاثة أنواع من البرابرة كل يمتلك إقاع خاص به. يعود الإحتفاظ بالموسيقى البربرية إلى عدد من الموسيقيين والشعراء والبرابرة. لم تكن المهمة سهلة إذ أن المغاربة يفضلون بشكل عام أشكالا أخرى من الموسيقى. بالإضافة إلى ذلك، فإن هناك العديد من المغاربة العرب الذين لا يستمعون إلى هذه الموسيقى لأنهم لا يفهمون الكلمات البربرية. من بين الآلات الرئيسية لموسيقة الراي، نجد البندير وهو طبل يدوي دائر. لقد عرفت الموسيقى البربرية الكثير من التجديد خلال العشرين سنة الماضية ويوجد اليوم الأكثر فأكثر من النساء اللواتي يعزفن ويغنين هذه الموسيقى الغنية.

أما موسيقة الراي، فتستمد جدورها من الجزائر. لقد تبنى المغرب هذه الموسيقى التي ترتبط خاصة بالمنطقة الشرقية بالمغرب، وبالخصوص مدينة وجدة. لقد نالت هذه الموسيقى شهرة كبيرة في المغرب، خصوصا خلال التسعينات إثر وفاة المغني الشهير الشاب حسني. بعد ذلك، ظهر العديد من مغني الراي في المغرب وخصوصا في شمال شرق البلاد.
تعرف الموسيقى الشعبية في المغرب بالشعبي. إنها موسيقى عربية أخرى إذ أن كلمات الأغاني هي باللغة العربية المغربية المسماة بالدريجة. ولقد عبرت هذه الموسيقى خلال السبعينيات عن أراء سياسية أدت إلى شهرتها، خصوصا خلال فرقتي جيل جلالة وناس الغيوان، أما الآن، فالشعبي هو الموسيقى المتداولة في حفل الزفاف وغيرها من المناسبات في المغرب.

لا تستغربوا ألا تفهموا موسيقة كناوة حتى وإن كنتم تتكلمون اللغة العربية أو البربرية، فهذه الموسيقة، هي مزيج قوي بين الإقاعات العربية البربرية والإفريقية. إن كناوة موسيقة غشية ولقد تأسست في القرن السادس عشر وهي تحظى اليوم بإقبال وشعبية عالميتين. إذا كنتم في المغرب خلال شهر يونيو فلا يجب أن يفوتكم مهرجن كناوة الموسيقى الذي يتم عرضه في مدينة الصويرة. من أهم الآلات
الموسيقية لكناوة، نجد الطبل والقسطانيات الحديدة المسماة القرقبات. لقد عرفت هذه الموسيقى بدورها الكثير من التجديد والابتكار عبر السنين وهي اليوم تمزج بإيقاعات موسيقية عصرية مثل موسيقى الجاز.