مكناس ، المغرب

بعد اكتشاف مرتفعات الأطلس المتوسط في إفران و ازرو، وقبل أن يأخذك سحر مدينة فاس لا تهمل زيارة مكناس. فالزائر يجد في هذه المدينة مآثر ومواقع جميلة.

لا يبدو جليا ما يجعل هذه المدينة قبلة سياحية ولكن لأن المولى إسماعيل رسخ مكانتها حين جعلها عاصمة المغرب، فإن بعض سحرها لا زال قائما مع مرور الوقت.

تخوفا من سيطرة القبائل البربرية على مدينته، شيد المولى إسماعيل أسوار قلعة حول المدينة يبلغ طولها حوالي 30 ميلا.

عند استعداده، تأكد أنه يتوفر على ما يكفي من مؤونة و ماء، عساكر وجواري في 95 سنة من أعرب المولى إسماعيل حرص على أن يجعل ما يعرف عسكر الحراسة الأسود وجنود أوفياء له وذلك عن طريق شدته معهم وتوفير زوجات لهم.

بالإضافة إلى جنوده وخدمه كان يتوفر المولى إسماعيل على ما يقرب 15.000 من الرعايا وما يزيد على 50.000 من العبيد، من بينهم سجناء، رهائن ومخطوفين تحت أمره.

كتاب مسمى " الذهب الأبيض " يتطرق لحياة المولى إسماعيل ويناقش قصة آلاف العبيد البيض الذين كان يجلبهم عبر الشريط الأطلسي الأوربي. في سنة 1755 تعرضت مدينة لشبونة لزلزال أدى إلى انهيار جزء كبير من المدينة. في خضم هذا الدمار ذهب نجل المولى إسماعيل لنهب المدينة المنكوبة ونقل ممتلكاتها إلى مدينة مراكش، والتي أسس فيها عاصمة المغرب الجديدة. إلا أن مكناس لا زالت تتوفر على بعض المواقع السياحية.

الكثيرون يتفقون على أن مدينة مكناس، وليلي ومدينة مولى إدريس تكون في مقدمة المدن الإمبريالية المغربية بالإضافة إلى فاس ومراكش.

قبل أن يؤسس المولى إسماعيل مدينة مكناس كعاصمة لإمبراطوريته، القبائل البربرية التي هاجرت من أعلى شمال شرق جبال الريف استقرت في مكناس معروفة بقبائل مكناسة، كان هؤلاء البرابرة مقتنعون أنهم استقروا بموقع استراتيجي بين منطقتين جبليتين، جبال الريف من الشمال وجبال الأطلس المتوسط في الشمال، بالإضافة لتواجد المدينة بالجهة الغربية والجنوبية بين المحيط الأطلسي وطرق التجارة الصحراوية.

كان الرومان الذين قدموا وأسسوا مدينة وليلي قرب مدينة المولى إدريس يحملون نفس الاعتقاد، والمولى إسماعيل كذلك الذي قام بالسيطرة على المدينة عند سقوطها من يد الرومان.