مكناس – الضواحي الأقل استكشافا

تجعل التلال الخضراء المحيطة بمكناس خلال فصل الربيع المكان ممتعا للاستكشاف وأنت تقود سيارتك، تستقل النقل العمومي أو حتى وأنت تقود دراجتك الهوائية. فقد تمت زراعة هذه التلال لمئات السنين ولا زالت من أكثر مناطق المغرب خصوبة.

لقد علم الفرنسيون ذلك وبدؤوا بزراعة حقول العنب المشهورة بنبيدها – مئات إن لم تكن آلافا حقول العنب هي الآن تحت سيطرة أحد أغنى رجال المغرب وهو رجل بربري بسيط بدأ حياته كمزارع في هذه الحقول.

خارج مكناس، وعلى بعد 45 كيلومترا (25 ميل) تتواجد مدينة الخميسات الصغيرة التي أسسها الفرنسيون إبان فترة الحماية بالمغرب، حيث قرروا جلب استقدام القبائل البربرية المتواجدة بالمنطقة حتى تنسجم مع بعضها البعض. يقام بالمدينة منذ بدايتها سوق أسبوعي كل يوم ثلاثاء اشتهر بالزرابي البربرية ذات الجودة العالية والإتقان والتي تصنع في القرى المجاورة. على الرغم من صغرها، فإن المدينة تتوفر على فندقين جميلين ومطاعم يمكن قضاء يوم راحة بها.

قريبا من الخميسات توجد بحيرة "رومي" المعروفة ب"ضاية الرومي" على بعد 15 كيلومترا ’10 أميال) فقط من المدينة. هذه المنطقة محاطة بالطيور والرعاة ويرتادها الأطفال للسياحة صيفا وتتوفر على مخيم يفتح أبوابه من الربيع إلى الخريف. بالإضافة، تعد المقهى مكانا جميلا للالتقاء بالسكان المحليين خلال فصل الصيف . إذا زرت المنطقة في أول الربيع يمكنك الاستمتاع بالمكان بمفردك. أما بالنسبة للمسافرين الذين يحبون صيد الأسماك فإن البحيرة مليئة بالسمك ولكن ذلك يستوجب الحصول على ترخيص يومي من مكتب المياه ة والغابات بالخميسات مقابل 100 درهم (12 دولار أمريكي) لكل شخص / فرد.

يمكن أن يكون الوصول إلى المخيم صعبا في حال عدم تواجد الشارة. تعد سيارات الدفع الرباعي 4×4 أكثر ملائمة للطريق، لكن يمكن استعمال السيارة العادية أيضا.

في طريقك من مكناس إلى أزرو ستلاحظ تغيرا في المناظر الطبيعية كلما ازداد الارتفاع. من الحاجب يمكنك اختيار الطريق المؤدية مباشرة غلى إفران أو تلك على اليمين إلى أزرو وتتميز هذه الأخيرة بمناظر طبيعية رائعة عليك مشاهدتها. وتشتهر هذه الطريق بمنطقة "إيطو" البركانية التي ستمكنك من رؤية كل المناطق المحيطة حيث يمكن في يوم صاف رؤية كل الطريق إلى مكناس.

معظم المسافرين ذوي الميزانية المحدودة يفضلون قضاء الليلة بأزرو بدل الذهاب إلى إفران حيث يمكن أن يصل سعر الغرفة إلى ثلاثة أو أربعة أضعاف.

لكن إذا توفر لديك الوقت ووسيلة النقل يمكنك زيارة غابات الأرز بإفران، أو التوقف على جانب الطريق عند إحدى المنحدرات الصخرية لرؤية الحفريات والمعادن المعروضة والتمتع بمشهد بانورامي مذهل وشامل لواد أزرو. إجمالا، وعلى الرغم من توفر مكناس كمدينة عتيقة على مواقع تاريخية وثقافية، فإنه يمكنك بسهولة بمجرد رؤية المناطق والبوادي المحيطة بها أن تعرف لماذا اختيرت سابقا كعاصمة للمغرب.

فتربتها الغنية والخصبة، بحيراتها، غاباتها وقراها تجعل منها ملاذا هادئا خاصة في فصل الصيف حيث تشتد الحرارة.