سحر جمال مدرسة العطارين

تقع مدرسة العطارين الجميلة الزخرفة على جنبات سوق العطور والتوابل في مدينة فاس المغربية الساحرة. فقربها من هذا السوق هو أصل تسميتها.

لقد تم تأسيس مدرسة العطارين بتكليف من السلطان المريني يعقوب أبو سعيد عثمان الثاني وقد تم إتمام بناءها سنة 1325. فسلاطين الولاية المرينية كانوا دائمي التردد على المدرسة من أجل أغراض دينية فهي كانت بالأساس مقرا لإشعاع الدروس السنية في خلال الفترة ما بين 1244 وسنة1465.

فبالإضافة إلى هذه المدرسة قام السلطان أبو سعيد عثمان الثاني ببدأ العديد من مشاريع البناء في مدينة فاس وعلى غرار مدارس مرينية أخرى في فاس. مدرسة العطارين مزينة ومزخرفة مع الحفاظ على الشكل المستطيل في الممرات والفناء. وقد قام أحد أمهر عمال النقش من كتابة اسم الله من القرميد الأخضر على أقل من سنتيمرين عبر التودات بيضاء مع تقويس في أطراف الكلمة وخلفيتها في تناسق عجيب. ومع وجود هذا العمل الفني في الوسط فهو يتسع في باقي جدار المدرسة.

فهناك تقنية تعرف بالتقشير أو النحث تظهر جليا في زخرفت مدرسة العطارين، فهذه التقنية تعمل على نحت واجهة الزليج لترك لمعة على القرميد، وهذا النمط كان أكثر استخداما على الصقيل الأسود وتزداد جمالية هذا مع مرور الزمن.

وبالإضافة إلى العمل الفني الكبير البارز في مدرسة العطارين هناك جمالية تقسيم الحيط وتزيين الجدران وتقسيم الأقواس الخشبية، وكمذا أعمدة الأبواب الرحامية والتي وضعت بشكل استراتيجي، فناء مدرسة العطارين يعتبر أشهر مكان وأكثره زخرفة مع وجود مكان لإقامة الطلاب بالطبع الزيارة لمدينة فاس المغربية لا تكتمل إلا بزيارة المدينة القديمة وكذا مدرسة العطارين القديمة.