بائعو البازارات في مدينة الرباط: لحسن التافراوتي
لحسن من مدينة تافراوت، أب لأربعة أبناء طفله الأكبر يبلغ من العمر 61 سنة، يعرفه كل عشاق البازارات وكل الحرفيين في مدينة الرباط، بابتسامة عريضة يحكي لنا لحسن الذي يعمل في محل للبازارات بالأوداية عن مسيرة عمله وعن حياته فاتحا لنا قلبه كعادته في التعامل مع جميع من يعرفهم ومن لا يعرفهم بكل عفوية٠
إن أهم ما يفتخر به التافراوتي هو شهرته الواسعة والتي تجلب له الزبناء من مختلف المناطق المغربية، بل تشمل رقعة زبنائه حتى الدول الأخرى والذين منهم مغاربة مهاجرين وآخرون أجانب لكن يجمع بينهم عشق فن البازارات وانجدابهم لشخصية لحسن وإخلاصهم في التعامل معه مهما بعدت المسافة التي يجتازونها للوصول إليه٠
الزبناء الذين تتعامل معهم يعرفون جيدا مدى شهرتك وأنك معروف بحال الدرهم وكلهم من المعارف فعدد ونوع الزبناء رهين بمدى حسن سمعتك وبمدى طريقة تعاملك معهم، وإخلاصك وتفانيك في العمل٠
ويميز لحسن بين نوعين من الزبناء بحسب كرمهم وجودهم، فمنهم من يراعي حالته البسيطة ولا يتشطر معه أثناء الرغبة في شراء سلعة ما، ومنهم من لايربح معه أي شيء، وبالتالي يجد مع هذا النوع الأخير صعوبة في توفير المصاريف الضرورية لأبنائه: ” قد تربح مثلا 20 درهما وأنت تنفق في مصاريف البيت والطاكسيات أكثر من 50 درهما. إذن كيف ستعيش أنت وأبناؤك، فنحن نتعارك مع الزمن لأن الأبناء كلهم في المدرسة وتعرفون جيدا كم تتطلب مصاريف دراسة وإعالة الأبناء٠
ويقول أنه يسعد كثيرا حينما يخرج ورأسه مرفوع بين كافة الناس الذين يعرفهم، وكلهم يشهدون على نزاهته وحسن خلقه. فكرامته هي كل شيء فهو يعرف أن اسمه هو كل ما يجلب له الزبناء من كل الأماكن مهما كانت بعيدة